Dzair Shop
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى دزاير شوب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
http://www.dzairshop.com/images/logo.png  http://www.dzairshop.com/images/frequance.png

 

  الله - عز وجل – هو الخالق ومن ثم فالذي خلق هو الذي يرزق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كورابيكا
مشرف دزاير شوب
كورابيكا


المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 04/01/2012

 الله - عز وجل – هو الخالق ومن ثم فالذي خلق هو الذي يرزق Empty
مُساهمةموضوع: الله - عز وجل – هو الخالق ومن ثم فالذي خلق هو الذي يرزق    الله - عز وجل – هو الخالق ومن ثم فالذي خلق هو الذي يرزق I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 13, 2012 2:52 am

[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرزق

قال ابن منظور في لسان العرب: الرزق: هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي .

فكثير من الناس يظن أن الرزق مال فحسب، كلا ، الرزق أوسع مدلولا من المال، فالإيمان بالله رزق والإيمان برسول الله - صلى الله عليه وسلم – رزق، وحب آل بيت - النبي صلى الله عليه وسلم – رزق ، والعلم رزق، والحلم رزق، والخلق رزق، والأدب رزق، والزوجة الصالحة رزق، والولد الصالح رزق، والمال رزق .

وكل هذا من رزق الرزاق ذي القوة المتين، قال الله - جلّ وعلا - ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾[هود:6] .

من لطيف ما قرأت: أن إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- جلس يوماً ليأكل بعض قطع اللحم المشوي، فجاءت قطة فخطفت قطعة وجرت فقام وراءها، ليتابع الموقف باهتمام فوجد أن القطة قد تركت قطعة اللحم في مكان مهجور في باطن الأرض وانصرفت، فظل جالساً يراقب الموقف ويتفكر ويتدبر، وفجاءة رأى ثعباناً فقأت عيناه لا يرى يخرج من هذا الجحر في باطن الأرض؛ ليجر قطعة اللحم إلى جحره فيرفع إبراهيم بن أدهم رأسه إلى السماء ويبكي ويقول:

"سبحانك يا من سخرت الأعداء يرزق بعضهم بعضا ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ ليس على أحد ليس على بشر ولا على دولة ولا

على قوة ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ .

وقال - جلّ وعلا - ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ﴾[الذاريات:22]

في السماء ؟ في السماء رزقكم؟ نعم، رزقنا في السماء .

كيف أيها الشيخ والوظيفة في الأرض والأموال في الأرض والحث في الأرض، والتجارات في الأرض ؟

كيف يقول الله: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ﴾ وأموالنا وأرزاقنا في الأرض، في الأرض الأسباب،

والأسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ولا ترزق ولا تمنع إلا بأمر مسبب الأسباب - جلّ وعلا –

لذا أراد الله - عز وجل –أن يلفت العقول الذكية والقلوب التقية والفطر السوية إلى أن الرزق في السماء، بيد خالق السماء والأرض الذي تكفل بأرزاق الخلق وأرزاق العباد، ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾﴾

اسمع تدبر القرآن ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴿23﴾[الذاريات:22-23].

انظروا إلى هذه الصيغ التوكيدية المتعددة فورب السماء والأرض قسم، قسم إنه لحق لام التوكيد أيضاً، مثل ما أنكم تنطقون .

سمع أعرابي هذه الآية فقال كلمات رقيقة جميلة جداً ماذا قال ؟ من الذي أغضب الكريم حتى يقسم ؟

من هذا الذي لم يصدق الله على أنه هو الرزاق حتى أقسم الحق - تبارك وتعالى –

بهذا القسم تلو القسم ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ توكيدات قرآنية

بليغة جملية فما أحوج الناس إلى الثقة

في هذا القسم وإلى الثقة في الرزاق ذي القوة المتين .

والله لو فهمنا وتعبدنا لله باسم الرزاق على مراد الله وعلى مراد رسول ما قتل القاتل من قتل،

وما سفك الدماء من سفك، وما كذب من كذب، وما تملق من تملق، لو علم أهل الأرض أن الرزق بيد الله،

وأنه لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تحول بينك وبين رزق قسمه الله لك ما نافقت

أحداً وما تملقت أحداً؛

لأن قلب من ترائي وتنافق بيد من عصيت .

قيل لحاتم الأصم: كيف حققت التوكل ؟

قال بأربعة أشياء .

قالوا: ما هي ؟

قال : علمت بأن رزقي لا يأخذه غيرى فاطمئن قلبي .

تضيع الصلاة من أجل الزرق، وتضيع اليقين من أجل الرزق، وتضيع الخشوع والخضوع والذل والاستسلام لله من أجل الرزق، بل وتفرط في العبودية التي من أجلها خلقت من أجل الرزق .

مع أن رزقك بيد الله، لا لا .

بل لقد كتب الله رزقك وأنت في بطن أمك لا لا .

بل لقد كتب الله رزقك قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما في صحيح

مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنه - صلى الله عليه وسلم – قال ( أن الله تعالى كتب مقادير

الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) .

وانتبهوا فالزمن في الحديث المذكور الذي ذكرت الآن هو زمن الكتابة وليس

زمن التقدير، فزمن التقدير أزلي، هذا زمن الكتابة فقط، أما زمن التقدير فالتقدير أزلى.

قال الله تعالى ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[القمر:49] فرزقك مقدر قبل أن تخلق،

بل قبل أن يخلق السماوات والأرض، بل وكتب الله رزقك وأنت في بطن أمك كما في الصحيحين

من حديث أنس أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( إن الله تعالى وكل بالرحم ملكاً )

يعني أرحام النساء على وجه الأرض المسلمات والكافرات، وكل الله بهذه الأرحام ملكاً من

الملائكة بمعنى ألا تحمل أنثى على ظهر الأرض إلا بأمر المَلِك للمَلًك، يقول المَلَك ملَك

الأرحام للمَلِك - جلّ جلاله – ( أي رب نطفة؟ أي رب علقة؟ أي رب مضغة؟ أي رب أذكر أم أنثى؟

أي رب أشقي أم سعيد؟ أي رب ما رزقه؟ أي رب ما أجله؟ )

وفى لفظ ( فيكتب الملك ويقضي ربك ما شاء ) .

فالرزق مكتوب مقدر، يا حاتم كيف حققت التوكل ؟

قال بأربعة أشياء: علمت بأن رزقي لا يأخذه غيري؛ فاطمأن قلبي، وعلمت بأن الموت ينتظرني؛ فأعددت الزاد للقاء الله، وعلمت بأن عملي لا يتقنه غيري فاشتغلت به، وعلمت بأن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية .

ما أجمله والله من كلام، وعلمت بأن الله مطلع عليّ فاستحييت أن يراني

على معصية قال الله - جلّ جلاله – ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ

رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴿57﴾ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿58﴾﴾[ الذاريات:56-58].

ما أجمل القرآن وأعظمه ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ومع قضية العبادة تأتي قضية الرزق؛

لأن كثيراً من الناس يظن أن العبادة ستضيع الرزق وستشغله عن الرزق .

فإذا رأيت مسلماً يقف في محل تجاري، وقد سمع الآذان والمؤذن يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح،

يقول: أخشى أن أغلق المحل فتضيع مني هذه البيعة، أو فيضيع مني مال كثير

كنت سأحصله الآن، كلا كلا ، رزقك مقدر ومكتوب ولا تنشغل أبداً بقضية الرزق،

فإن الله - عزّ وجلّ – قد قسم رزقك فما عليك إلا أن تأخذ بالأسباب وأن تتوكل على الله.

والتوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب يعني النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول

كما في الحديث الصحيح، الذي رواه أحمد والترمذي وغيرهما من حديث عمر

بن الخطاب - رضي الله عنه :– ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا )

تغدو: يعني تخرج في الصباح الباكر خماصاً وبطونها فارغة، وتروح: أي ترجع في وقت الروحة

في المساء بطانا وقد رزقها الله - تبارك وتعالى – الذي تكفل بأرزاق المخلوقات في هذه الدنيا .

تغدو خماصاً وتروح بطانا، فما عليك إلا أن تأخذ بالأسباب، ليس معنى ذلك أن نتواكل

على الله، ونقول: الرزق مقدر، لا لا، هذا مفهوم مغلوط لحقيقة التوكل على الله - تبارك وتعالى –

فالتوكل أكرر -أيها الأحبة- أقول: التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب.

قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى: من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة،

تدبروا هذا كلام نفيس جداً، من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان،

فالأخذ بالأسباب سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – والتوكل على الله حال النبي – صلى الله عليه وسلم – فمن كان على حال النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يتركن سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – .



يعني من كان على توكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فواجب عليه أن يأخذ

بالأسباب كما أخذ بالأسباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – هل تعلمون أن النبي – صلى الله عليه وسلم –

ما من سبب من الأسباب إلا وقد أخذ به يوم الهجرة؟ معلوم للجميع وهو سيد المتوكلين على الله .

كان يقاتل بين ذراعين وهو سيد المتوكلين على الله، كان إذا شعر بالجوع قام ليأكل وهو سيد المتوكلين

على الله، كان إذا شعر بالمرض ذهب؛ ليتداوى وهو سيد المتوكلين على الله.

إذاً التوكل على الله لا ينافي ألبتة أن نأخذ بالأسباب، بل إن التوكل على الله أن نأخذ بالأسباب وأن نعلق قلوبنا بمسبب الأسباب ؟



في قضية الرزق حديث طويل جليل جميل، وقد أطلت النفس فيها؛ لأنها قضية تشغل بال كل مخلوق

على وجه الأرض، لكن المؤمن يعلم علم اليقين أن رزقه بيد الله - تبارك وتعالى – فهو يأخذ بالأسباب

وقلبه معلق بمسبب الأسباب؛ لأنه على يقين أن الأسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ولا ترزق

ولا تمنع إلا بأمر مسبب الأسباب – جلّ وعلا -

الشيخ محمد حسان في شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب رحمه الله

بتصرف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الله - عز وجل – هو الخالق ومن ثم فالذي خلق هو الذي يرزق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Dzair Shop :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: